السبت، 9 مايو 2009

مفهوم النظام العالمي

مقدمة نظرية

يعتبر موضوع نشأة وتطور
النظام العالمي من المواضيع التي هي مجال اختلاف كبير بين المهتمين بهذا الشأن.
فانطلاقا من الموقع الذي يوجد فيه كل طرف في الوقت الحاضر، أنه يحلل ويأول ماضي وحاضر ومستقبل
النظام العالمي بما يوجهه ويحكم عليه واقعه الحالي. أو بتعبير آخر، هو يقرأ تاريخ هذا النظام وتاريخه الخاص، بما يقنعه ويبرر له ما هو خائض فيه الآن من انشغالات وقضايا من الزمن الحاضر.
وعلى العموم، تتراوح الرؤى والتصورات الفكرية حول هذا الموضوع بين تيارات أساسية ثلاث: تيار لاهوتي وتيار تاريخي وتيار هوياتي.
التيار اللاهوتي
هذا التيار إذ يجعل علة الكون ومحركه الأول مجسدا في الله الخالق للكون،أي خارج الطبيعة، فإنه لا ينظر إلى التاريخ البشري باعتباره فعلا إنسانيا مستقلا بذاته، ولكن كمجرد انعكاس أو أثر للرغبة وللأمر الإلهي. وبالتالي فالقوانين المتحكمة في هذا التاريخ لا يمكن أن نستكشفها من خلال دراسة هذا التاريخ في حد ذاته، وإنما بالبحث عنها في المصدر الأول لهذه القوانين، أي في الحكمة الإلهية، والتي يقتضي الوصول إليها، ضرورة الغوص في بحار العرفان والكشف الباطني.
فالتاريخ البشري حسب هذه الرؤية، هو موثوق في تحركه أشد الوثاق إلى مصدره الإلهي. هذا الأخير الذي غالبا ما يرتبط بنقطة زمكانية محددة، هي زمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق