الاثنين، 18 مايو 2009

مفهوم القطبية ومنهج التحرك الاحادي الجانب

إن المراقب المتتبع لمقالات ودراسات المحللين و السياسين، يجد أن الكثيرين منهم، يؤرخون مرحلة مابعد "الحرب الباردة" بولادة "النظام العالمي الجديد"، رابطين بإحكام بين المنهج الامريكي الاحادي الجانب و عملية بروز الأحادية القطبية في السياسة الدولية.هذا الربط يشكل في حقيقته تحريفًا للسجل الفعلي للعلاقات الدولية خصوصًا في مرحلة بداية التسعينيات، إذ ان القطبية كمفهوم خاص يتعلق بمستوى النظام يرتبط بتوزيع مراكز القِوى من جهة والقوّة من جهة اخرى، اما المنهج الاحادي الجانب، فهو متعلق بالسياسات التي تتبناها الدول ضمن نظام دولي أعد سلفًا.
وفي مقالة كتبها جون فان أودينارين نشرت في مجلة "بوليسي ريفيو " أشار الى الجدل الحاصل بين صناع القرار والاكاديميين على جانب الاطلنطي حول ما إذا كان وجود عالم أكثر تعددية قطبية مفيد ا أو مرغوبًا فيه، استنتج أن هذا الجدل لم يحقق سوى القليل في سبيل تأسيس توافق حول ما أخذ كلا الجانبين في تسمييته "منهج فعّال متعدد الاطراف ".إن االراصد لخطابات الساسة الاوروبيين يجد انهم تحدثوا بشكل لا يخلو من التشويش حول الحاجة الى بناء نظام متعدد "الاطراف" او "الاقطاب" مستخدمين المصطلحين بشكل مترادف، علمًا ان "الطرف" كمدلول مغاير عن "القطبية".

إن الاشكالية إذن، تتمحور حول محاور ثلاث: محور مفاهيمي ومصطلحي حيث ان منطوق المبنى مغاير لمضمون المعنى، محور السياسات الخارجية ومسار ديبلوماسيتها ما بعد الحرب الباردة، ومحور غياب الرؤية الانسانية في العلاقات الدولية وعليه فإن تصنيف الروابط بين "مفهوم القطبية وعلاقتها بالسياسات الخارجية" تكون على الشكل التالي:منهج أحادي الجانب في نسق دولي أحادي القطب.منهج متعدد الاطراف في نسق دولي أحادي القطب.منهج أحادي الجانب في نسق دولي متعدد الأقطاب.منهج متعدد الأطراف في نسق دولي متعدد الأقطاب.منهج منفتح على جميع الاطراف في نظام دولي خالي من الاقطاب، وهو مانحلم به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق