الأحد، 17 مايو 2009

تطور الفكر الإداري

مما لا شك فيه أن تطور الفكر الإدارى أتى لعدة أسباب إدارية أدت إلى هذا التأخير من ضمن هذه الأسباب أو أهمها هي:ـ1 ـ نظرة المجتمعات إلى العمل التجاري.2 ـ انتقال الباحثين في العلوم الاقتصادية إلى دراسة الاقتصاد السياسي والجوانب غير الإدارية للعمل التجاري.3 ـ التأخر في تطبيق نظريات العلوم الاجتماعية في مجال الأعمال والتي لم تظهر إلا مؤخراً.4 ـ الاعتقاد بأن الإدارة هي فن ولم تصل بعد إلى مرحلة العلم التجريبي وذلك لأداء المديرين.5 ـ اهتمام رجال الأعمال بوسائل التكنولوجيا والتسعير والميزانية وتحقيق الأرباح دون اهتمام بالمعاني والمبادئ الأساسية للدائرة.وأتت بعد ذلك المساهمة المبكرة في الفكر الإداري من الممارسين لها ولعل أهم الرواد في هذا المجال هما (فردريك تايلور) الذي عرف ما يسمى (بالطريقة العلمية في الإدارة) و(هنري فايول) الذي حدد ما يعرف اليوم بمبادئ الإدارة. والإدارة كممارسة يمكن إعادتها إلى عصور قديمة مستشهدين في ذلك بالكتب القديمة المصرية والصينية والإغريقية حول أهمية التنظيم الإداري وحول وسائل اختيار الأفراد للمناصب الهامة في الدول.وفي الإسلام نجد في القرآن الكريم بعض الآيات الكريمات التي يوحي مضمونها بأهمية الإدارة ودورها في الحماية الاقتصادية للمجتمع ففي سورة يوسف عليه السلام يقول الله تعالى: >> يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون، قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون << (الآية-46-49).ودلالة الصحابة على أهمية الإدارة عندما أشار بعض كبار الصحابة على سيدنا عمر بن الخطاب } عندما تكاثرت أموال الفتوحات الإسلامية على العرب أن ينظم الدواوين لإثبات أسماء المسلمين والبنود وأن يقرر لكل فرد نصيباً معيناً من هذه الأموال من بيت مال المسلمين، فأنشأ سيدنا عمر بعد ذلك العديد من الدواوين من بينها ديوان الجند وديوان الخرائج وبيت المال ورتب الأرزاق للمسلمين على أساس منازلهم وأسبقيتهم في الدخول إلى الإسلام. ويستشهد بذلك بأن أول من اعتنى بالإدارة هو سيدنا عمر وعمل على تطبيقها في أجهزة الدولة الإسلامية.وبذلك فإن المساهمات القديمة في الفكر الإداري استمدت بعض مبادئها من التنظيمات العسكرية لاحتوائها على عدد كبير من الأفراد وأن اشتراك هذه التنظيمات في المعارك الحربية يتطلب تحديد خطط المعارك واستراتيجيات الالتحام والانسحاب والالتفاف، وكذلك تحديد أهداف المعارك، وتنظيم فرق الجيش وتحديد واجبات كل فرقة وكذلك تموين الجيش وتجهيزه بالمواد الأساسية والمساعدة. وأتت بعد ذلك المساهمات الحديثة ولعل أهم هذه المساهمات كما ذكر سابقاً رجال الأعمال والمديرين وعلى رأسهم (تايلور وفايول) وأضفنا إليهم المستشار الصناعي البريطاني (أوليفر شيلدون) من خلال كتابه الشهير (فلسفة الإدارة) فقد حاول تكوين نظرية متكاملة للإدارة من خلال تحديد أهدافها والمبادئ اللازمة لتطبيقها وكذلك مساهمة الصناعي الأمريكي (هنري دينتسون) من خلال كتابه هندسة التنظيم الذي حاول تحليل العوامل البناءة في التنظيم وكيفية تأثيرها على أداء الأفراد ومن أعظم المساهمات البناءة مساهمة (موني ورايلي) من خلال محاولتهم جمع عناصر التنظيم في شكل منطقي من المبادئ والعمليات والنتائج وربطها مع بعض واستطاعوا الوصول إلى تعميق المفاهيم التنظيمية ولا ننسى (وظائف الإدارة) التي من تأليف (شستر برنارد) المتضمن نظرية التنظيم ووظائف المديرين. ولا ننسى كذلك مناهج الفكر الإداري المستمدة منها الإدارة وأفكارها وهي:ـمنهج العملية الإدارية والمنهج التجريبي، المنهج الإنساني، المنهج السلوكي، ومنهج نظرية القرارات، منهج النظم الاجتماعية، المنهج الرياضي، منهج التحليل الاقتصادي والمحاسبي، والمنهج الظروفي أو الموقفي والمنهج الإسلامي كل منهج من تلك المناهج له فلسفته التي يمكن أن تؤخذ منها الفائدة لتطوير الإدارة من حيث الشكل والمضمون.=>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق